الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

في الغباء


كلّما أبحثُ عن مصيري في الأشياء أعودُ إلى نفسي.
كلّما نبحثُ عن مصير الأشياء نعودُ إلى انفسنا - إلى مصيرنا.
اخترَعْنا المصير وبحثناه.. كأنه اكتشاف.
اخترَعَنا المصير واخضَعَنا.. فقاومنا.

كان الكون ساكنًا وأصبح يتحرك - كنّا ساكنين وأصبحنا نتحرك.
كان الكون ساكنًا ولكنه كان يتحرك - كنّا ساكنين وأصبحنا نتحرك.
كان الكون ساكنًا وجعلناه يتحرك - كنّا ساكنين وأصبحنا نتحرك.

منذُ الأزل ونحن هكذا: نخترع فنقول اكتشفنا، ننتج فنقول استهلكنا، ننتج فنقول بِعنا، ننتج فنقول "أنتجنا".
قتلنا كل شيء ولم يبقى سوانا، حرقنا الأنهر والأحراش والقرى.. وبقينا وحدنا مع وحدنا.. ندِمنا حيثُ لا ينفع الندم، فقُلنا: "الله أكبر".
بين هنا والآن نسينا ما قاله الأحرار الأوائل، فبكينا بصمت.. لكن الدموع تبخّرت إلى حيث لا ندري، ثم نظرنا إلى الأفق وتسائلنا: "إلى أين؟"
فانفجر كل شيء بوجهنا وصرخ: "إننا نتحرك أيها البليد!"