الثلاثاء، 27 مايو 2014

انك ما تكتبش


أشي بعصبن انك ما تكتبش، (أو ما تحكيش).. 4 أشهر بدون تدوينة، وبالأساس 4 أشهر بدون كتابة حرف واحد (طبعًا غير فصوص الفيسبوك هون وهناك). إذا الواحد بدوش يكتب خليه عالأقل يكتب عن انعدام الكتابة، هيك بصير يكتب بالعكس.. طيب طيب كتابة عن عدم الكتابة/ سلبية السلبية/ ديالكتيك هيغيل طيزي اوكي ماشي فهمنا.

المهم أنه بنفعش يكمل الوضع هيك. بمسرحية "آخر أيام سقراط" لمنصور الرحباني بحكي سقراط أنه الكتابة موت (ومنطقي يكون سقراط عنجد يآمن هيك نظرًا لأنه بعمره ما كتبش حرف). على فرض أنه الكتابة عنجد موت، ليش الواحد ما يموت شوي؟ ليش ما يتذوّق شوي من هلموت الي بحيط كل شعرة من وجودنا؟ يظل عايش ليه؟ مرات بفكر أنه في عنا زيادة حياة، زيادة أمل، زيادة حب وفرح.. كلشي إيجابي ومتفائل، كلشي حلو.. اشي بزهّق ومش حقيقي. ليه ما نموت شوي ونذوق طعم العنف والتعذيب وتحطيم الجسد؟ شو فيها؟

بس أصلاً كل فكرة أنه الكتابة موت والحكي حياة غلط بغلط، غلط عمي سقراط! لما بتحكي بتلحقش تفكر، بتلحقش تراجع وتقيّم ايش حكيت، لما بتحكي بتطلع الكلمة من تمك رأسًا وفش كيف تسترجعها وتغيرها إلا بكمان حكي وكمان أخطاء وكمان خبابيص. لما بتحكي بتكون عم بتحكي مع ناس، والناس بتيجي مع جسد الي بجذبك او بنفرك، بدك تحصل عليه أو تبعده عنك، لما بتحكي بكون جسد الي قبالك هو الأساس ومش كلماتك، أنت وهو - العلاقة الي بيناتكو هي موضوع الحكي، وكل الي بدك اياه هو انك تنيكو. وين الحياة بالموضوع؟ لما بتكتب أنت لحالك، أنت وذاتك وأفكارك.. وحقيقتك بتطلع للعالم ولحالك، المهم بتطلع، بتوخذ حياة، وبتموت مية موتة لما ما تكتبش - لما ما تقعدش وتوثّق حالك على ورقة.

كلشي انكتب لحد اسا كان حكي (وكثير منه حكي فاضي) أكيد راح تلاقي أخطاء وخلل في المنطق، بس مش مهم، انا هون، في تدوينة حيوان سياسي، وبدي أكتبلك عن حالي عشان أحس بوجودي، وبدي أقتلك معي شوي، ونموت مع بعض (شوي)، عشان برا الحياة زايدة عن حدها وقرّبت تخنقنا. 

إعدام دامينس في باريس عام 1757

الأحد، 9 فبراير 2014

سؤال


"ليش بتخلّيهن يزعجوك؟"
هو السؤال الذي تطرحه الصبية العربية في المقهى الإسرائيلي (لا اليهودي). وتَظهر فجأةً كل تناقضات حياتك هنا (بهمسة: تحت الاستعمار)، هذه التناقضات المطلقة، التي تؤديك الى القول: "يا إحنا يا هني". هذه التناقضات التي باتت في زمن آخر وفي مكان آخر محرّك ومحفز حياتك، التي كانت تدفعك نحو التحرر من قبضتهم.
ماذا تغيّر؟ هل بات مصطلح الاستعمار في شارع الثقافة مفهوم ضمنًا لدرجة الإبتذال؟ هل أدّانا الخوض في مصطلحات العبودية والتحرر الى نسيان معناهم ومنبعهم الأصلي؟ أو ربما ارتقينا عن طرح هذه المسائل البديهية والبدائية؟

"ليش بتخلّيهن يزعجوك؟"
أو: لماذا لا تتجاهلهم كعادتك اليومية؟ ماذا تغيّر الآن؟ لماذا الآن بالذات لا تتجاهلهم؟
لقد أصبح الوعي المباشر والواضح لحالتنا استثناء، والقاعدة هي التماشي الأعمى. وصل اغترابنا عن واقعنا الى حدّه الاقصى (ومن بعده لا شيء سوى الاختفاء)؛ ذلك الاغتراب الذي يجعل مفهوم الحرية شعاراتي ومفهوم الاستعمار فضفاض ومفهوم الأرض فارغ.
إنها المدينة التي تجعلك تفتقد صلتك المباشرة بالأرض، فتحل مكانها كراسي البارات والمقاهي، أو البلكون أو شرفة الشباك أو ربما رصيف الشارع.

"ليش بتخلّيهن يزعجوك؟"
الاغتراب هو عنوان المرحلة، وكأي مرحلة على خيوط التاريخ لا مجال للعودة الى الوراء، كل عودة كذبة، كل عودة مصطنعة.
"ليش بتخلّيهن يزعجوك؟"
تتمنى أن تصرخ: الموت للخونة والمتواطئين! ولكن إن كان فعلاً الموت لهم ستكتشف أن عليك الانتحار أولاً.
"ليش بتخلّيهن يزعجوك"؟
لماذا عُدتَ الى ذلك المكان المتخلّف الحاقد لكل فرد من أفراد منظومتهم ومجتمعهم؟ ألا تراهم وتسلّم وتبتسم معهم كل يوم مليون مرة؟
"ليش بتخلّيهن يزعجوك"؟
سألتْ.. سألتك أنت بالذات، وقدرتك على الإجابات السريعة شبه معدومة، فكم بالحري عندما تسألك "عنهم".
كان بوسعك القول: وجودهم على هذا البلاط، أو فنجان القهوة الذي يشربونه على طاولتي، أو ربما الطمأنينة والراحة التي يشعرون بها.
ولكن لماذا تقول كل هذه الأشياء؟ هل تبقّى لها من معنى؟ أيؤمن بها أحد؟ هل تؤمن بها أنت؟


الثلاثاء، 4 فبراير 2014

شهادتان


حين عاد من هاوية التشاؤم:
شاهَدَ أن عقولنا تعمل بلا فائدة
وشَهَدَ أن العقل لا يعمل بلا فائدة
فاِشهدْ أن لا عقل (لا) يعمل بلا فائدة

ورغم ذلك قال:
التكرار لم يُعلّم الحمار والإعادة لم تخلق المعنى،
قصائدنا بلا صوت.. حتمًا.
"ونخلد نحن للصمت".. لذلك نكتب القصائد.



الثلاثاء، 28 يناير 2014

ثلاث خطوات.. وكمان وحدة



سمعتُ في ذهني أنكَ ربما ستأتي..نحو البحر أو نحو الشاطئ الخالي من الملامح.

إننا في هذه المدينة لا نحتمل الغرباء، والغربة هنا أمر نرقص عليه في الليالي الغير مقمرة.

لم تعتنِ بالقليل الذي تراكم، القليل القليل.. فذبل ومات ولن يعود.

مُتْ معه إذن، وارحل.. ربما يثيرك الشاطئ الجديد أكثر مني.


الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

في فراغ الإفراغ


والآن.. أريدُ قتلكَ.

أكرهكَ.. يا أيها العجوز المتخلّف.. جسمي يؤلمني ويبحث عن دم، عن ضحية، عنكَ أنتَ. تعالَ إلى حضني لأقبّلكَ.. أتحسس رقبتكَ.. ألف يديّ حولها.. وأشدّ وأشدّ وأشدّ.

فلنشرب يا صديقي حتى نسكر، ونذهب لنغلق أحد المفارق ونعود ببطولة لنكتب عن نضالنا.
هيّا بنا يا صديقي...يا ابن العاهرة.. تعالَ معي إلى جهنم، لأحرركَ هناك، وأعود وحدي الى سماء الحوريّات ومضاجعة الشرج.

أليس هذا ما تريده؟ أليست هذه سعادتكَ؟
فاشكرني اذًا والتزم الصمت.

والآن.. هربتَ مرة أخرى من الإنسان الذي يجب أن يكون، فبقيتْ الكتابة في مقبرة الجبناء والأقوال في مقهى الأموات.
ويمكنكَ الآن العودة لحياتكَ المزيفة؛ للإبتسامات المغرية، واللمسات والضحك واللهو.

حمّام الذكور العمومي في محطة قطار تل ابيب مكتظ.. لم يبقى حيز للتنفس ورائحة أعضائهم مُقيّئة.

والآن.. لا مكان لإفراغ خرائي سوى هنا.. عليكَ يا أيها المجهول.





الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

في الغباء


كلّما أبحثُ عن مصيري في الأشياء أعودُ إلى نفسي.
كلّما نبحثُ عن مصير الأشياء نعودُ إلى انفسنا - إلى مصيرنا.
اخترَعْنا المصير وبحثناه.. كأنه اكتشاف.
اخترَعَنا المصير واخضَعَنا.. فقاومنا.

كان الكون ساكنًا وأصبح يتحرك - كنّا ساكنين وأصبحنا نتحرك.
كان الكون ساكنًا ولكنه كان يتحرك - كنّا ساكنين وأصبحنا نتحرك.
كان الكون ساكنًا وجعلناه يتحرك - كنّا ساكنين وأصبحنا نتحرك.

منذُ الأزل ونحن هكذا: نخترع فنقول اكتشفنا، ننتج فنقول استهلكنا، ننتج فنقول بِعنا، ننتج فنقول "أنتجنا".
قتلنا كل شيء ولم يبقى سوانا، حرقنا الأنهر والأحراش والقرى.. وبقينا وحدنا مع وحدنا.. ندِمنا حيثُ لا ينفع الندم، فقُلنا: "الله أكبر".
بين هنا والآن نسينا ما قاله الأحرار الأوائل، فبكينا بصمت.. لكن الدموع تبخّرت إلى حيث لا ندري، ثم نظرنا إلى الأفق وتسائلنا: "إلى أين؟"
فانفجر كل شيء بوجهنا وصرخ: "إننا نتحرك أيها البليد!"


الأربعاء، 19 يونيو 2013

نصّان بينهما فراغ


1.
وقالت أنني حالم
فقلتُ أنني اؤمن
وقالت أنني طفل
فقلتُ أنني أكبُر
فقالت أنني غير واعي
فقلتُ أنني الـ"لا" في الوعي
ولم تهدأ ولم تصغي.. حتى سقوطي الحرّ: منهم الى ذاتي.



2.
كانت رحلة عسيرة، لا نهاية لها.. ونهايتها بلا شيء، فبقيت الرحلة.. عسيرة.
وطلبوا هويتي، فصمتتُ.
فلم يفهموا، فرجمتهم جميعًا.. ستة حجارة لكل واحد منهم.. وعندما انتهت الحجارة، رميتُ بنفسي.




الاثنين، 22 أبريل 2013

سقوط (في) حيفا

"وحيفا، مكانُ الرّوح" - تصوير ميسان حمدان




















أتساقط من السناسل الى الأحراش ومن الأحراش الى الشوارع.
لأصبح بركة من الماء، تسيل بجوار الصراصير والذبان الأخضر المنهمك ببقايا خراء الكلاب الأليفة.

من هنا أسمعهم بوضوح، يضحكون ويقهقهون.. ولكن هل يعلمون ما ينتظرهم خلف الجبل؟

تتفتح أفواه المجاري المخنوقة من مطر الشتاء الماضي، فتُبشر وتقول:
لقد توقعنا مجيئك.

أغوص في العمق، وأبقى هناك.. وحيدًا.. حتى أنسى كل السطوح المهدمة.

وفي نهاية الطريق تبصقني ماسورة الى شاطئ فقد كل ملامحه.

فأراها من بعيد.. تمشي نحوي ببطء.. وتبتسم.
ولا يراني أحد، ولا أرى نفسي، ولا يكون شيء.. سوى جمال هذه المدينة.




الأربعاء، 20 فبراير 2013

صور لحيفا - فلسطين


مجموعة من الصور القديمة لحيفا (قبل عام 1949) وهي جزء معرض صور في جامعة حيفا.



البلدة التحتى
جامع الاستقلال

شارع يافا

الاثنين، 18 فبراير 2013

نهج فلسفي لا يرتقي عن هيغيل


المادة والشكل

اذا كانت المادة بالمفهوم المحض هي كل ما ليس له شكل، فلا يمكننا استيعاب المواد بحواسنا. كل ما هو محسوس مكوّن من مادة وشكل. الشكل عام وموجود في اللغة فقط (مثلاً لا يوجد "الكتاب" في العالم المحسوس)، ولذلك هو ذهني، فأين تبقى المادة؟ لدينا فكرة عن المادة، ولذلك فهي موجودة بلا شك، ولكننا لا نستطيع استيعاب المادة بلا شكل، فنستنتج أنها موجودة كفكرة في الذهن فقط. المشترك بين المادة والشكل إذن هو أنهما الاثنين في الذهن وليس في "العالم". الفرق هو أن الشكل تُعبِر عنه اللغة بينما المادة تبقى بلا تعبير. مع كل ذلك لا يمكننا نفي القول بأن كل شيء مصنوع من مادة، ولكن أين هذه المادة؟ وماذا عن هذا الفصل الغير مبرر بين الحواس والذهن؟ أليس المحسوس حالة ذهنية، أو، أليس الذهن حالة محسوسة؟ 

تساؤلات واجابة ممكنة

كيف يمكننا الوصول الى مقدمة العلم وانتاج المعرفة دون المرور أولاً في كل التعاريص البدائية المذكورة أعلاه؟ هل حُسمت قضية المادة والشكل، الذهني والمحسوس دون ادراكنا؟  لا، لم تُحسم.
هل يمكننا تجاهل الثنائيات الغير مبررة؟  لا، هذا غباء.
هل يمكننا الادعاء بأن الثنائيات هي في الحقيقة ليست ثنائيات بل طيف (أو قوس قزح)؟  هذا هراء ولا يلغي الثنائيات أصلاً.

كيف إذن نتعامل مع الثنائيات التي ورثنها من أجدادنا الفلاسفة القدماء؟ إجابة ممكنة لهذا السؤال هي التعامل معها كما هي، أي تناول هذه التعريفات كمعطيات مطلقة، الخوض فيها، فصفصتها، القفز من القطب الأول (االشكل) الى الثاني (المادة) باستمرارية وبحركة سريعة حتى، وفي نهاية المطاف فقط، يحدث ارتقاء، كحجر صغير ينسلخ عن كوكب ظالم اثر تفجير عظيم، أو، كحجر صغير ينطلق بسرعة فلكية نحو الشمس، فيراها من قريب، ويموت.


السبت، 26 يناير 2013

الثورة كغاية عملية


مسودة أفكار حول الخطاب السياسي الفلسطيني


يمر عالمنا في حالة غير مسبوقة من الغرابة؛ بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وزوال أي بديل عملي للمنظومة الرأسمالية، وبعد انتهاء التفاؤل من تغيير العالم الذي ميّز الحداثة، دخلنا الآن في حالة البوست والارتداد الى الذات. لا شك أن هذه التطورات تخص العالم الغربي بالأساس، ولكنها تميز أيضًا ايديولوجيات الاستعمار الغربي في فلسطين، ولديها اسقاطات على ايديولوجيات التحرر من هذا الاستعمار.

احدى ميزات حالة البوست الفكرية هي مقولة "لا أعرف" التشاؤمية. في عالم وصلت فيه الرأسمالية الى كل خندق معارض وكل قرية منبوذة أصبحت احدى آليات المحافظة على الهيمنة هي عملية اختزال البديل وجعله مثاليًا. الغرابة في عالمنا تتجسد في عدم مقدرتنا على تخيُل (بشكل عملي) البديل الذي نسعى اليه، لقد نجحت المنظومة في الوصول الى أكثر الأماكن الخاصة والحرّة - مخيلتنا. في هذا العالم تصبح المقولة العقلانية الوحيدة والأخيرة هي مقولة "لا أعرف"، وكل ما يرتقي عن ذلك يُعتبر مجرد كلام فارغ، مثالي، وغير واقعي.

لم تنجو فلسطين المستعمرة من هذا السيمتوم، ولا عجب في ذلك، إذ أن كل المشروع الفكري-السياسي التحرري مربوط بطريقة أو بأخرى مع أيديولوجية السوق والاستعمار. يمكن ملاحظة ذلك في الحلول المطروحة من قِبل الطيف السياسي الفلسطيني في داخل الأراضي المحتلة عام 1948: يعتمد حل التيار الشيوعي على الطرح الصهيوني الليبرالي المسمى "دولتين لشعبين"، إلا أنهم يضيفون الى ذلك (دون أي شعور بالتناقض) حق عودة اللاجئين الى ديارهم المسلوبة. التيار القومي يطرح مشروع دولة المواطنين، يعيش فيها العرب واليهود في دولة مدنية خالية من أي صبغة دينية أو قومية. التيار الإسلامي يطرح دولة الشريعة، وأخيرًا هنالك كرنفال "الدولة الديموقراطية العلمانية الواحدة". من أجل السياق، لا حاجة لخوض نقاش مدى قرب أو بعد كل طرح بما يسمى "الواقع"، كما أن هنالك اختلاف داخل كل تيار حول السؤال إن كان الحل مرحلي أم نهائي، ولكن ما يلفت النظر في كل هذه التيارات هو عملية طرح الحلول. هذه العملية تتلخص في طرح الحل بمفاهيم المشكلة، أي استخدام مصطلحات من الايديولوجية السائدة لطرح البديل لها. تعابير مثل "دولة" "شعب" "مواطنة" "علمانية" أو "إسلامية" تستمد معانيها من المنظومة الايديولوجية الحاكمة ولا يمكنها أن تكون بديلاً حقيقيًا لها. لذلك يمكننا تصنيف جميع الحلول المذكورة ضمن الخيالي، اللاواقعي والمثالي، لأنها لا تأخذ في الحسبان وجود متغير مفصلي بينها وبين الواقع: الثورة.

كل تغيير راديكالي في موازين القوى السائدة يتطلب وجود ثورة عنيفة ضد كل ما هو موجود، ويتضمن ذلك المفاهيم، الفكر والخيال. استخدام مفاهيم عملية كـ"الديموقراطية"، "الدولة" و"العلمانية" في عالم يستغل هذه المفاهيم من أجل اضطهاد الشعوب هو أمر فارغ. إذا اعتبرنا لحظة الثورة بداية جديدة لعالم جديد فلا جدوى في استمرار طرح الحلول التي تلي الثورة.

لا انتقد هنا عملية طرح الحلول كأداة لاستفزاز الفكر الصهيوني المهيمن، ولكن حين يصبح الحل هو كل ما في الأمر، أي حين يصبح الحل هو الغاية التي نناضل من أجلها، نفتقد كل ارتباط بواقعنا، واقع لا يتطلب إلا التغيير الثوري كغاية نهائية.      

الخميس، 20 ديسمبر 2012

جبهة الرفض المأزومة


تخيلوا لو تهب الريح وتهز الأرض...

ويصير في تسونامي وتضرب فلسطين وتمحى كل الجهل والتخلّف وتجيب محلهن الثقافة والفكر...

تخيلوا أبطّل مستشرق وأبطل أفكر حالي أذكى من غيري وكمان مرة أبطل مستشرق (بالمعنى اللا نهائي للكلمة)...

تخيلوا انو بكرا مش نهاية العالم، وانما نهاية الظلم، انقلاب بموازين القوى ونصير احنا نحكي قصتنا ومش هني...

لأ! تخيلوا انو نهاية العالم بكرا عنجد نهاية العالم، يخرب العالم ومعه الثقافة واللغة (والمثقفين!)، تنتهي الحياة وينتهي كل شيء ويبدأ......

تخيلوا أبطّل متدين وأبطّل أفكّر بيوم الدين وبالمخلص و/أو المهدي، تخيلوا أبطّل اتأمل واستنى بالتغيير...

تخيلوا أبطّل انتقد بحالي، ومرة وحدة بس أكتب شو بحس عنجد، تخيلوا لو تحررت... (لأ هاي بطّلناها).. لو بطّلت ذكوري معاق، لو صرت مرة وحدة بس أحس، وأحس عنجد.

تخيلوا لو طلعت من حالي...

واتطلعت بعيون الناس..

وحكيت معكو..

لو بطلت فرد وبطلت أنا...

......

.........

تخيلوا بس لو طلعت

من الزمن، من التطور، من هذا النص

........


أستيقظ



ويغمى علي.. مرة أخرى

........

تخيلوا لو قبلت بالموجود، لو اقتنعت أني أنا أصلاَ دايمًا فايق.....

.....
..................

لأ!