والآن.. أريدُ قتلكَ.
أكرهكَ.. يا أيها العجوز المتخلّف.. جسمي يؤلمني ويبحث عن دم، عن ضحية، عنكَ أنتَ. تعالَ إلى حضني لأقبّلكَ.. أتحسس رقبتكَ.. ألف يديّ حولها.. وأشدّ وأشدّ وأشدّ.
فلنشرب يا صديقي حتى نسكر، ونذهب لنغلق أحد المفارق ونعود ببطولة لنكتب عن نضالنا.
هيّا بنا يا صديقي...يا ابن العاهرة.. تعالَ معي إلى جهنم، لأحرركَ هناك، وأعود وحدي الى سماء الحوريّات ومضاجعة الشرج.
أليس هذا ما تريده؟ أليست هذه سعادتكَ؟
فاشكرني اذًا والتزم الصمت.
والآن.. هربتَ مرة أخرى من الإنسان الذي يجب أن يكون، فبقيتْ الكتابة في مقبرة الجبناء والأقوال في مقهى الأموات.
ويمكنكَ الآن العودة لحياتكَ المزيفة؛ للإبتسامات المغرية، واللمسات والضحك واللهو.
حمّام الذكور العمومي في محطة قطار تل ابيب مكتظ.. لم يبقى حيز للتنفس ورائحة أعضائهم مُقيّئة.
والآن.. لا مكان لإفراغ خرائي سوى هنا.. عليكَ يا أيها المجهول.