أشي بعصبن انك ما تكتبش، (أو ما تحكيش).. 4 أشهر بدون تدوينة، وبالأساس 4 أشهر بدون كتابة حرف واحد (طبعًا غير فصوص الفيسبوك هون وهناك). إذا الواحد بدوش يكتب خليه عالأقل يكتب عن انعدام الكتابة، هيك بصير يكتب بالعكس.. طيب طيب كتابة عن عدم الكتابة/ سلبية السلبية/ ديالكتيك هيغيل طيزي اوكي ماشي فهمنا.
المهم أنه بنفعش يكمل الوضع هيك. بمسرحية "آخر أيام سقراط" لمنصور الرحباني بحكي سقراط أنه الكتابة موت (ومنطقي يكون سقراط عنجد يآمن هيك نظرًا لأنه بعمره ما كتبش حرف). على فرض أنه الكتابة عنجد موت، ليش الواحد ما يموت شوي؟ ليش ما يتذوّق شوي من هلموت الي بحيط كل شعرة من وجودنا؟ يظل عايش ليه؟ مرات بفكر أنه في عنا زيادة حياة، زيادة أمل، زيادة حب وفرح.. كلشي إيجابي ومتفائل، كلشي حلو.. اشي بزهّق ومش حقيقي. ليه ما نموت شوي ونذوق طعم العنف والتعذيب وتحطيم الجسد؟ شو فيها؟
بس أصلاً كل فكرة أنه الكتابة موت والحكي حياة غلط بغلط، غلط عمي سقراط! لما بتحكي بتلحقش تفكر، بتلحقش تراجع وتقيّم ايش حكيت، لما بتحكي بتطلع الكلمة من تمك رأسًا وفش كيف تسترجعها وتغيرها إلا بكمان حكي وكمان أخطاء وكمان خبابيص. لما بتحكي بتكون عم بتحكي مع ناس، والناس بتيجي مع جسد الي بجذبك او بنفرك، بدك تحصل عليه أو تبعده عنك، لما بتحكي بكون جسد الي قبالك هو الأساس ومش كلماتك، أنت وهو - العلاقة الي بيناتكو هي موضوع الحكي، وكل الي بدك اياه هو انك تنيكو. وين الحياة بالموضوع؟ لما بتكتب أنت لحالك، أنت وذاتك وأفكارك.. وحقيقتك بتطلع للعالم ولحالك، المهم بتطلع، بتوخذ حياة، وبتموت مية موتة لما ما تكتبش - لما ما تقعدش وتوثّق حالك على ورقة.
كلشي انكتب لحد اسا كان حكي (وكثير منه حكي فاضي) أكيد راح تلاقي أخطاء وخلل في المنطق، بس مش مهم، انا هون، في تدوينة حيوان سياسي، وبدي أكتبلك عن حالي عشان أحس بوجودي، وبدي أقتلك معي شوي، ونموت مع بعض (شوي)، عشان برا الحياة زايدة عن حدها وقرّبت تخنقنا.
إعدام دامينس في باريس عام 1757 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق